Page 124 - web
P. 124

‫مقالات وآراء‬

‫الذكاء الاصطناعي ومواقع الصحة النفسية تعد أحد‬             ‫للطب النفسي بوجود أكثر من عشرة آلاف تطبيق متداول‬
‫أشكال العلاج النفسي الأكثر فاعلية لاضطرابات القلق‪ ،‬إذ‬     ‫للصحة العقلية في متاجر التطبيقات بالأجهزة الذكية‬
‫يتضمن العلاج السلوكي الإدراكي العلاج بالتعرض‪ ،‬وفيه‬        ‫غالبيتها غير مرخصة‪ ،‬وانتشار روبوتات الدردشة المدعومة‬
‫يقوم المريض بمواجهة الشيء أو الموقف الذي يثير قلقه‬        ‫بالذكاء الاصطناعي مثل تطبيقات ‪ Wysa‬و ‪ FDA‬المعتمدة‪،‬‬
‫تدريجيًًا وبذلك يبني ثقة تمكنه من التعامل مع الموقف‬       ‫التي من شأنها تخفيف النقص في مستشاري الصحة‬
                                                          ‫العقلية فيما يتعلق بحالات تعاطي المخدرات‪ ،‬فإن الأمر‬
                                           ‫وأعراض القلق‪.‬‬  ‫يقتضي تفعيل إجراءات الأمن السيبراني النفسي لاسيما بعد‬
‫ويأتي دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأمن النفسي‬          ‫أن تحول الذكاء الاصطناعي من منتج تستحوذ على خدماته‬
‫السيبراني مصحوبًًا بالعديد من القيود والعقبات الأكثر‬      ‫الدول والشركات والمؤسسات الأكاديمية‪ ،‬إلى منتج شعبي‬
                                                          ‫متاح يستخدمه الكثيرون سواء في العمل أو الدراسة‪ ،‬أو‬
                                                          ‫الترفيه والأخطر توظيفه في الصراع البشري‪ ،‬بينما يدور‬
                                                          ‫جدل كبير حول المنافع والأخطار الآنية والمحتملة له‪ ،‬بين‬
                                                          ‫متحفظ على الإطلاق ومصور للذكاء الاصطناعي على أنه‬
                                                          ‫أكبر خطر يهدد البشرية منذ اختراع الأسلحة النووية‪ ،‬إلى‬

                                                                                        ‫مبالغ في منافعه للبشرية‪.‬‬
                                                          ‫وبهذا الصدد وللمخاطر الأمنية في توظيف تقنيات‬
                                                          ‫الذكاء الاصطناعي في غير مجراها الإيجابي‪ ،‬قرر اثنان من‬
                                                          ‫أكبر المهتمين بالذكاء الاصطناعي؛ هما (إيلون ماسك) و‬
                                                          ‫(سام ألتمان) التريث قليًا ًل قبل استئناف إصدارات جديدة‪ ،‬إذ‬
                                                          ‫طالب (ماسك) بالتوقف عن تدريب أنظمة ذكاء اصطناعي‬
                                                          ‫جبارة لأنها تمثل أخطارًًا ضخمة على المجتمع‪ ،‬مؤكدًًا‬
                                                          ‫الحاجة لجعله متوائم�ا مع القيم الإنسانية‪ ،‬ودعا إلى‬
                                                          ‫تدخل الدول لوضع تشريعات تضبطه‪ ،‬كما أكد (ألتمان)‪،‬‬
                                                          ‫أن شركته لا تعمل حاليًًا على تدريب نسخة متقدمة من‬
                                                          ‫تقنية (‪ ،)ChatGPT‬مما يبدو تأثر�ا بالرسالة التي وقعها‬
                                                          ‫نحو ألف من القيادات التقنية والباحثين والمهتمين‪،‬‬
                                                          ‫مطالبة بالتوقف المؤقت عن تطوير أنظمة أكثر قوة‬
                                                          ‫بسبب الأخطار المحتملة منها على الإنسانية‪ ،‬ومؤكدة أن‬
                                                          ‫مختبرات الذكاء الاصطناعي أصبحت في حالة سباق غير‬
                                                          ‫منضبط لتطوير برمجيات لا يستطيع أحد‪ ،‬حتى مطوروها‪،‬‬

                                                                                           ‫فهمها أو التحكم فيها‪.‬‬
                                                          ‫ويمكن للمؤسسات الأمنية أن تستفيد من إمكانية الدمج‬
                                                          ‫بين استخدام الذكاء الاصطناعي ومواقع الصحة النفسية‬
                                                          ‫والعلاج السلوكي الإدراكي (‪ )CBT‬في توفير متطلبات‬
                                                          ‫الأمن النفسي في الفضاء الإلكتروني‪ ،‬فعملية الدمج بين‬

                                                                                                                      ‫‪124‬‬
   119   120   121   122   123   124   125   126   127   128   129